( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )
شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله
مدخل:
الفأل هو الاعتقاد بأن الحوادث المستقبلية يمكن التنبؤ بها من خلال أحداث أو أشياء حاضرة. وقد ورد في الشرع الإسلامي أحكام وقواعد تتعلق بالفأل، حيث أباحه الإسلام في حدود معينة وحظره في أخرى.
محاسن الفأل في الشرع الإسلامي:
حسن الظن بالله تعالى:
يحث الإسلام على التفاؤل وحسن الظن بالله تعالى، ويعتبر الفأل من مظاهر هذا التفاؤل. فالمؤمن حين يتفاءل بالخير، فإنه يضع ثقته في الله ويؤمن بأن الله قادر على تحقيق أماله وطموحاته.
تحفيز النفس على العمل:
يعمل الفأل الإيجابي على تحفيز النفس على العمل واجتهاد، حيث يزرع الأمل والتفاؤل في قلب المرء، مما يدفعه إلى بذل الجهود اللازمة لتحقيق أهدافه.
تخفيف القلق والتوتر:
يساعد الفأل الإيجابي على تخفيف القلق والتوتر، حيث أنه يخلق شعوراً بالأمان والاطمئنان في قلب المرء. وعندما يتوقع المرء الخير، فإنه يشعر براحة نفسية وثقة أكبر في مواجهة التحديات.
حكم الفأل في الشرع الإسلامي:
أباح الإسلام الفأل في حدود معينة وحظره في أخرى، وذلك حسب نوع الفأل ومدى إيمان المرء به.
الفأل الحسن:
هو التفاؤل بالخير والاعتقاد بتحقيق الأمنيات والطموحات. وقد أباح الإسلام هذا النوع من الفأل وحث عليه، لكونه يعكس ثقة المرء بالله تعالى ويحفزه على العمل.
الفأل السوء:
هو التشاؤم والاعتقاد بأن الحوادث السيئة ستقع لا محالة. وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الفأل واعتبره كفراً بالله تعالى، لأنه يعكس انعدام الثقة بالله وقدرته.
أنواع الفأل:
الفأل بالكلمات:
مثل قول “باسم الله” أو “توكلت على الله” عند بدء أي عمل.
الفأل بالأفعال:
مثل دخول المنزل بالرجل اليمنى أو الخروج منه بالرجل اليسرى.
الفأل بالأشياء:
مثل رؤية الهلال أو سماع صوت العصافير أو رؤية طائر السعد.
ضوابط الفأل في الشرع الإسلامي:
ألا يكون الفأل مرتبطاً بالشرك بالله تعالى.
ألا يكون الفأل قائماً على الخرافات والاعتقادات الباطلة.
ألا يترتب على الفأل الإغفال عن بذل الأسباب والوسائل.
أمثلة على الفأل الحسن:
سماع آية قرآنية عند الخروج من المنزل توحي بالخير.
رؤية شخص صالح أو مبشر بالخير.
وقوع حدث سعيد في بداية اليوم أو الأسبوع.
أمثلة على الفأل السوء:
رؤية شخص غير مرغوب فيه أو ذي مظهر سيء.
سماع كلام نذير أو محبط.
وقوع حدث سيء في بداية اليوم أو الأسبوع.
خاتمة:
الفأل هو أمر جائز في الشرع الإسلامي في حدود معينة، ويجب على المسلم أن يتوكل على الله ويثق به، وأن يتفاءل بالخير ويتجنب التشاؤم، وأن يجعل فاله قائماً على القيم والمبادئ الصحيحة.