( أخذ سيارة بغير رضى صاحبها وتلفت عنده فتبرأ ذمته )

( أخذ سيارة بغير رضى صاحبها وتلفت عنده فتبرأ ذمته )

أخذ سيارة بغير رضى صاحبها وتلفت عنده فتبرأ ذمته

إذا أخذ شخص سيارة بغير رضى صاحبها وتلفت عنده، فهناك مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم هذه المسألة وتحدد مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة.
تعتبر أخذ سيارة بغير رضا صاحبها جريمة سرقة يعاقب عليها القانون، وهي من الجرائم التي تضر بمصالح وأموال الغير، لذلك فقد وضع القانون عقوبات صارمة على مرتكبيها.
وإذا أخذ شخص سيارة بغير رضا صاحبها وتلفت لديه، فإن مسؤوليته تختلف باختلاف الظروف والملابسات المحيطة بالواقعة، وتحديدا ما إذا كان هناك خطأ من جانبه أو كان الحادث ناتجًا عن قوة قاهرة خارجة عن إرادته.

أولا: مسؤولية أخذ سيارة بغير رضى صاحبها

بصرف النظر عن مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة بغير رضا صاحبها عن الحادث الذي أدى إلى تلفها، فإن هذا الشخص مسؤول جنائيا عن جريمة السرقة، لأن أخذ السيارة بغير رضا صاحبها هو جريمة سرقة يعاقب عليها القانون، والعقوبة تختلف باختلاف قيمة السيارة والظروف المحيطة بالجريمة.

كما قد يترتب على الشخص الذي أخذ السيارة بغير رضا صاحبها مسؤولية مدنية عن تعويض صاحب السيارة عن الأضرار التي لحقت به بسبب أخذ السيارة، حتى لو لم يكن هناك أي خطأ من جانبه في وقوع الحادث الذي أدى إلى تلف السيارة.

وإذا كان أخذ السيارة بغير رضا صاحبها بقصد الاستيلاء عليها وبيعها أو التصرف فيها، فإن ذلك يعتبر من جرائم السرقة المشددة التي يعاقب عليها القانون بعقوبات أشد من عقوبات السرقة العادية.
كما أن الشخص الذي اشترى سيارة مسروقة يعاقب على حيازة المسروقات، حتى لو لم يكن يعلم بأنها مسروقة.

ثانيا: عدم مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة عن التلف

إذا أثبت الشخص الذي أخذ السيارة بغير رضا صاحبها أن تلف السيارة لم يكن بسبب خطأ أو إهمال من جانبه، وإنما كان بسبب قوة قاهرة خارجة عن إرادته، مثل وقوع حادث مروري بسبب عطل في السيارة أو بسبب فعل الغير، فإنه لا يكون مسؤولا عن تعويض صاحب السيارة عن التلف الذي لحق بها.

وحتى يتم إعفاء الشخص الذي أخذ السيارة من المسؤولية، يجب أن يثبت أن الحادث الذي أدى إلى تلف السيارة كان خارجًا عن إرادته، وأنه لم يكن لديه أي خطأ أو إهمال في الحفاظ على السيارة.

وتقع على الشخص الذي أخذ السيارة عبء إثبات أنه لم يكن متعمدا أو مهملا في الحفاظ على السيارة، وأنه اتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع تلفها.

ثالثا: مسؤولية صاحب السيارة المسروقة

إذا كان صاحب السيارة المسروقة قد تركها في مكان غير آمن أو سهل الوصول إليه، أو ترك مفاتيح السيارة داخلها، أو لم يتخذ أي احتياطات لحمايتها من السرقة، فقد يساهم ذلك في مسؤوليته عن الحادث الذي أدى إلى تلف السيارة.

وعلى الرغم من أن أخذ السيارة بغير رضا صاحبها جريمة يعاقب عليها القانون، إلا أن إهمال صاحب السيارة في حمايتها من السرقة قد يقلل من مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة، أو حتى يعفيه من المسؤولية في بعض الحالات.

وتقوم المحكمة بتقدير درجة إهمال صاحب السيارة في الحفاظ على سيارته، وتأثير ذلك على مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة عن التلف الذي لحق بها.

رابعا: الاتفاق على عدم المسؤولية عن التلف

يجوز للشخص الذي أخذ السيارة بغير رضا صاحبها أن يتفق معه على عدم مسؤوليته عن أي تلف قد يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه، شريطة أن يكون هذا الاتفاق كتابيًا وواضحًا ومحددًا.

وإذا كان هناك اتفاق كتابي بين الطرفين على عدم مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة عن أي تلف قد يلحق بها، فإن هذا الاتفاق ملزم للطرفين، ولا يجوز لصاحب السيارة أن يطالب الشخص الآخر بتعويضه عن التلف الذي لحق بالسيارة أثناء وجودها لديه.

ويجب أن يكون الاتفاق على عدم المسؤولية عادلاً ومتوازنًا، بحيث لا يترتب عليه إعفاء الشخص الذي أخذ السيارة من المسؤولية عن أي خطأ أو إهمال من جانبه في الحفاظ على السيارة.

خامسا: مسؤولية الشخص الذي أعطى إذنًا بأخذ السيارة

إذا أعطى شخص إذنًا لشخص آخر بأخذ سيارته، فإن هذا الإذن يعفي الشخص الذي أخذ السيارة من المسؤولية عن التلف الذي يلحق بها أثناء وجودها لديه، إلا إذا ثبت أن هذا الشخص تعمد إلحاق الضرر بالسيارة أو كان مهملاً في الحفاظ عليها.

ويجب أن يكون الإذن بأخذ السيارة واضحًا ومحددًا، وأن يحدد الغرض من أخذ السيارة والمدة التي سيحتفظ بها الشخص الذي أخذ السيارة بها.

وإذا كان الإذن بأخذ السيارة غير واضح أو غير محدد، أو لم يتم تحديد الغرض من أخذ السيارة أو المدة التي سيحتفظ بها الشخص الذي أخذ السيارة بها، فقد لا يعفي ذلك الشخص من المسؤولية عن التلف الذي يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه.

سادسا: مسؤولية الشخص الذي استعار السيارة

إذا استعار شخص سيارة من صاحبها، فإن مسؤوليته عن التلف الذي يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه تختلف عن مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة بغير رضا صاحبها.

فالشخص الذي استعار السيارة يكون مسؤولاً عن تعويض صاحب السيارة عن أي تلف يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه، حتى لو لم يكن هناك أي خطأ أو إهمال من جانبه، إلا إذا كان التلف ناتجًا عن قوة قاهرة خارجة عن إرادته.

وتكون مسؤولية الشخص الذي استعار السيارة عن التلف الذي يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه أشد إذا كان قد تعمد إلحاق الضرر بالسيارة أو كان مهملاً في الحفاظ عليها.

سابعا: مسؤولية الشخص الذي اشترى سيارة مسروقة

إذا اشترى شخص سيارة مسروقة، فإن مسؤوليته عن التلف الذي يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه تختلف عن مسؤولية الشخص الذي أخذ السيارة بغير رضا صاحبها أو الشخص الذي استعار السيارة.

فالشخص الذي اشترى سيارة مسروقة يكون مسؤولاً جنائياً عن حيازة المسروقات، حتى لو لم يكن يعلم بأنها مسروقة، وقد يعاقب بالسجن والغرامة.

كما قد يكون الشخص الذي اشترى سيارة مسروقة مسؤولاً مدنياً عن تعويض صاحب السيارة عن التلف الذي لحق بها أثناء وجودها لديه، حتى لو لم يكن هناك أي خطأ أو إهمال من جانبه، إلا إذا كان التلف ناتجًا عن قوة قاهرة خارجة عن إرادته.

الخاتمة

إذا أخذ شخص سيارة بغير رضا صاحبها وتلفت عنده، فإن مسؤوليته عن التلف تختلف باختلاف الظروف والملابسات المحيطة بالواقعة، وتحديدا ما إذا كان هناك خطأ من جانبه أو كان الحادث ناتجًا عن قوة قاهرة خارجة عن إرادته.

وقد يعفى الشخص الذي أخذ السيارة من المسؤولية إذا أثبت أن التلف لم يكن بسبب خطأ أو إهمال من جانبه، أو إذا كان هناك اتفاق بينه وبين صاحب السيارة على عدم مسؤوليته عن أي تلف قد يلحق بالسيارة أثناء وجودها لديه.
أما إذا كان الشخص الذي أخذ السيارة قد تعمد إلحاق الضرر بها أو كان مهملاً في الحفاظ عليها، فإنه يكون مسؤولاً عن تعويض صاحب السيارة عن التلف الذي لحق بها.