(المسلمين اهتموا بالكعبه عن الذين سبقوهم ) من الذين سبقوهم (صيغه مشابهه)
اهتمام المسلمين بالكعبة عن الذين سبقوهم
لقد اهتم المسلمون بالكعبة المشرفة اهتمامًا كبيرًا منذ أن بناها نبي الله إبراهيم عليه السلام، وحرصوا على تطهيرها وتجديد بنائها وإعمارها، وقد كان من اهتمامهم بها ما يلي:
تطهير الكعبة من الأصنام
عندما فتح المسلمون مكة المكرمة، وجدوا الكعبة مليئة بالأصنام، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتطهيرها وإزالة كل ما فيها من الأصنام، وقال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قالوا: يا رسول الله، إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس”.
تجديد بناء الكعبة
لقد جدد المسلمون بناء الكعبة عدة مرات، ففي عام 692هـ أمر الخليفة العباسي المهدي بتجديد بنائها، وفي عام 930هـ أمر السلطان المملوكي برقوق بإصلاحها، وفي عام 1039هـ أمر السلطان العثماني سليمان القانوني بإعادة بنائها بالحجر الأبيض، وفي عام 1220هـ أمر السلطان العثماني محمود الثاني بتجديد سقفها وإصلاح جدرانها.
إعمار الكعبة
تولى المسلمون أمر إعمار الكعبة المشرفة وتوفير ما تحتاجه، ففي عام 297هـ أمر الخليفة العباسي المكتفي بأمر بتوفير الكسوة للكعبة، وفي عام 350هـ أمر الخليفة العباسي الراضي بالله بإمدادها بالماء والكهرباء، وفي عام 1039هـ أمر السلطان العثماني سليمان القانوني بإضاءة الكعبة بالمصابيح الكهربائية.
كسوة الكعبة
اهتم المسلمون بكساء الكعبة المشرفة، ففي عام 95هـ أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بكساء الكعبة بالديباج اليمني، وفي عام 317هـ أمر الخليفة العباسي المقتدر بالله بكساء الكعبة بالديباج الأسود، وفي عام 1039هـ أمر السلطان العثماني سليمان القانوني بكساء الكعبة بالحرير الأخضر.
حج الكعبة
فرض الله تعالى على المسلمين الحج إلى الكعبة المشرفة، ففي قوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وقد حج المسلمون إلى الكعبة المشرفة منذ القدم، وكانوا يتوافدون إليها من كل فج عميق، قال تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
العمرة إلى الكعبة
عمرة المسلمون إلى الكعبة المشرفة، وهي من العبادات المستحبة، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
تعظيم الكعبة
عظم المسلمون الكعبة المشرفة، واحتروها، وقد ورد في تعظيمها أحاديث كثيرة، منها ما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكعبة بيت الله حرمه الله، لا يظلم عنده أحد، ولا يأخذ منه أحد شيئًا إلا أخذ الله منه أضعافًا”.
واجب المسلمين نحو الكعبة
إن واجب المسلمين نحو الكعبة المشرفة هو العناية بها وتطهيرها وتجديد بنائها وإعمارها، وأن يكسوها ويحجو إليها ويعتمروا ويصلوا عندها ويتقوا الله فيها، وأن يعظموها ويحترموها، وأن يكونوا عندها في أطهر حال وأحسن سمت.
وختامًا
إن اهتمام المسلمين بالكعبة المشرفة هو جزء من عقيدتهم وإيمانهم، وقد كان هذا الاهتمام من أهم أسباب استقرار الكعبة وبقائها سالمة حتى يومنا هذا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة الكعبة المشرفة وأن يجعلنا ممن يحجون إليها ويعتمرون ويصلون عندها.