(طاعة الوالدين والزوج) هي طاعة
طاعة الوالدين والزوج: واجب شرعي ونعم عظيمة
طاعة الوالدين والزوج من أهم الواجبات التي يجب أن يلتزم بها المسلم؛ فهي من صفات المؤمنين الصالحين الذين يرجون ثواب الله ورضاه، وقد حثت عليها جميع الأديان السماوية والشرائع والقوانين الوضعية.
طاعة الوالدين: برٌ ورحمة
إن طاعة الوالدين هي برٌ ورحمة، وقد أمر الله تعالى بها في العديد من الآيات، منها قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (الإسراء: 23).
والإحسان إلى الوالدين له صورٌ عديدة، منها برهما والإنفاق عليهما والرفق بهما، حتى وإن كانا مشركين، كما قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا (لقمان: 15).
وعقوق الوالدين من أشد الكبائر التي نهى الله عنها ولعن فاعلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والديوث الذي يُقرّ الفاحشة في أهله” (رواه النسائي).
طاعة الزوج: السكن والمودة والرحمة
طاعة الزوج واجبة على الزوجة، لما لها من آثار إيجابية في حياة الزوجين واستقرار الأسرة، وقد قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ (النساء: 34).
وتشمل طاعة الزوج اتباع ما يأمر به الزوجة في غير معصية الله تعالى، والاستجابة لطلباته، وإعانته على أمور الحياة، وخدمته فيما يحتاج إليه، وحفظ ماله سرّه في غيابه وحضوره.
وعلى الزوج أن يحسن معاملة زوجته ويحسن عشرتها، ويحفظ لها حقوقها، ويتقى الله تعالى في التعامل معها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا” (رواه البخاري ومسلم).
حقوق الوالدين على أبنائهما
حقوق الوالدين على أبنائهما كثيرة، منها:
- برهما والإحسان إليهما.
- الصلة بهما وإن قطعا.
- مساعدتهما في أمور حياتهما.
- الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.
حقوق الزوج على زوجته
حقوق الزوج على زوجته كثيرة، منها:
- طاعته في غير معصية الله.
- خدمته في بيته.
- حفظ ماله.
- صيانة عرضه.
واجبات الزوجة تجاه زوجها
واجبات الزوجة تجاه زوجها كثيرة، منها:
- حفظ سر الزوجية.
- تزين الزوجة لزوجها.
- إطاعه الزوج فيما لا يغضب الله.
- عدم الخروج من البيت إلا بإذنه.
طاعة الزوجين ورضا الله
إن طاعة الزوجين هي من أسباب رضا الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأن يطاع الرجل في أهله خير له من أن يُعبد في الحرم عشرين سنة” (رواه الترمذي).
وعلى الزوجين أن يسعيا جاهدين لتلبية حقوق بعضهما البعض، والحفاظ على مودة ورحمة بينهما، وأن يحرصا على تطبيق التعاليم الإسلامية في حياتهما الزوجية، حتى ينالا ثواب الله تعالى في الدنيا والآخرة.
التوازن بين طاعة الوالدين والزوج
قد يجد بعض الأبناء صعوبة في تحقيق التوازن بين طاعة الوالدين والزوج، وذلك بسبب اختلاف الآراء والوجهات النظر بينهما، ولكن يجب على الابن أن يحاول جاهدًا إيجاد الحلول المناسبة التي ترضي جميع الأطراف.
فعلى سبيل المثال، إذا أمر الوالدان الابن بقطع صلة الرحم مع زوجته، فإن عليه أن يرفض هذا الأمر لأنّ طاعة الوالدين لا تكون في معصية الله تعالى، وإذا أمر الزوج زوجته بخدمة والديه، فعليها أن تطيعه لأنّ طاعة الزوج واجبة عليها في غير معصية الله تعالى.
وعلى الزوجين أن يتعاونا على إيجاد الحلول التي ترضي الوالدين وتحفظ حقوقهما، مع الحفاظ على مودة ورحمة بينهما.
الخاتمة
طاعة الوالدين والزوج من أهم الواجبات التي يجب أن يلتزم بها المسلم، وهي من صفات المؤمنين الصالحين الذين يرجون ثواب الله ورضاه، وقد حثت عليها جميع الأديان السماوية والشرائع والقوانين الوضعية.
لذلك، يجب على كل مسلم ومسلمة أن يسعى جاهدًا لإرضاء والديه وزوجه، وأن يحرص على تحقيق التوازن بين طاعتهما بما لا يغضب الله تعالى، حتى ينال ثواب الله في الدنيا والآخرة.