( في بعض الأحيان كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أكثر من صلاة بوضوء واحد صح أم خطأ )
في بعض الأحيان كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أكثر من صلاة بوضوء واحد صح أم خطأ؟
تمهيد
إن الطهارة في الإسلام لها أهمية كبيرة، وهي شرط أساسي لصحة العبادات، ومن أهمها الصلاة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد شرع الله تعالى للمسلمين الوضوء قبل أداء الصلوات الخمس المفروضة، كما يمكن للمسلم أن يصلي أكثر من صلاة بوضوء واحد، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على ذلك.
1. الأصل في الوضوء أنه خاص بصلاة واحدة
الوضوء في الأصل خاص بصلاة واحدة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور” [رواه أبو داود والترمذي والنسائي]، وهذا يدل على أن الوضوء شرط لصحة الصلاة، وأن من صلى بدون وضوء صلاته باطلة.
ولكن هناك بعض الأدلة التي تدل على جواز الصلاة بأكثر من وضوء، ومن هذه الأدلة:
2. ما ورد من حديث عبد الله بن زيد
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة بوضوء واحد” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربع صلوات متتالية بوضوء واحد، وهذا يدل على جواز الصلاة بأكثر من وضوء.
3. ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح فيصلي ركعتين، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي ركعتين أخريين” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بين ركعتي الفجر، وهذا يدل على أن الوضوء يمكن أن يقطع الصلاة، وأن من توضأ بين ركعتي الصلاة جاز له أن يصلي الركعتين الباقيتين بوضوء واحد.
4. ما ورد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتوضأ، فيصلي ما شاء الله، ثم ينام وهو على وضوئه، فإذا استيقظ توضأ وصلى” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ مرة واحدة ويصلي ما شاء من الليل، وهذا يدل على جواز الصلاة بأكثر من وضوء.
5. ما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر والعصر بوضوء واحد، والمغرب والعشاء بوضوء واحد” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاتين متتابعتين بوضوء واحد، وهذا يدل على جواز الصلاة بأكثر من وضوء.
6. ما ورد من حديث ابن عمر رضي الله عنه
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ بين الصلاتين” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوضأ بين الصلاتين، وهذا يدل على جواز الصلاة بأكثر من وضوء.
7. ما ورد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح فيصلي ركعتين، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي أربع ركعات” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بين ركعتي الفجر، وهذا يدل على أن الوضوء يمكن أن يقطع الصلاة، وأن من توضأ بين ركعتي الصلاة جاز له أن يصلي الركعتين الباقيتين بوضوء واحد.
الخاتمة
إن الأصل في الوضوء أنه خاص بصلاة واحدة، ولكن هناك بعض الأدلة التي تدل على جواز الصلاة بأكثر من وضوء، مثل ما ورد في حديث عبد الله بن زيد، وحديث عائشة، وحديث جابر بن عبد الله، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن عمر، وحديث أنس بن مالك.
وعليه، فإن من توضأ وصلى أكثر من صلاة بوضوء واحد صحت صلاته، ولا تجب عليه إعادة الصلاة.