(قال لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين) الدرس المستفاد
قال لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين
مدخل
تُعد آية “قال لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين” من الآيات القرآنية البالغة الأهمية، والتي تحمل بين طياتها دروسًا وعبرًا جليلة، إذ تبين خطورة الضلال والانحراف عن الطريق القويم، وتؤكد على ضرورة الاهتداء واتباع الحق.
حكمة الآية
نزلت هذه الآية في معرض الرد على قوم النبي نوح الذين كذبوه ورفضوا الإيمان برسالة التوحيد، وبينت الآية أنهم ومن سبقوهم من الآباء كانوا في ضلال مبين، أي انحرافًا شديدًا عن جادة الصواب، وذلك بسبب تمسكهم بأباطيل الشرك والضلال.
أسباب الضلال
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى الضلال، منها:
التعصب للباطل
التمسك بالآراء والأفكار الخاطئة دون دليل أو برهان، والتعصب لها رغم ثبوت خطلها.
هوى النفس
اتباع الشهوات والميول الشخصية، دون اعتبار لصحة الأمور أو خطئها، مما يؤدي إلى الانحراف عن الصراط المستقيم.
الجهل المركب
عدم طلب العلم والبحث عن الحقيقة، والاعتماد على الآراء السطحية والمعلومات المغلوطة، مما يجعل الفرد سهل الانقياد وراء الضلال.
مخاطر الضلال
الضلال له مخاطر جسيمة على الفرد والمجتمع، منها:
هلاك الفرد في الدنيا والآخرة
فمن يموت على الضلال يُحبَس في النار يوم القيامة، كما قال الله تعالى: فمن يرد الله أن يهديهُ يشرح صدرهُ للإسلام ومن يرد أن يُضلهُ يجعل صدرهُ ضيقًا حرجًا[الأنعام: 125].
فساد المجتمع
الضلال يؤدي إلى تشتت المجتمع وانقسامه، واختلاف أفراده حول الحقائق والمسائل الأساسية، مما يترتب عليه اضطراب الحياة وتراجع الأخلاق.
ضياع الأموال والجهود
البحث عن الضلال وإتباعه يُهدر الأموال والجهود، ويُضيع أوقات الأفراد فيما لا يفيدهم ولا ينفعهم.
أهمية الاهتداء
في مقابل الضلال، يأتي الاهتداء الذي يعني السير على الطريق القويم، واتباع الحق، ومن أهمية الاهتداء ما يلي:
الفلاح في الدنيا والآخرة
الاهتداء سبب في فلاح الفرد وسعادته في الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون[المؤمنون: 1].
إصلاح المجتمع
الاهتداء طريق لإصلاح المجتمع وتوحيده على الحق، وإرساء دعائم الأخلاق والفضيلة بين أفراده.
زيادة العلم والمعرفة
الاهتداء يدفع الفرد إلى البحث عن العلم والمعرفة الصحيحة، مما يزيد من مداركه ويوسع من أفقه.
سبل الاهتداء
هناك عدة سبل تؤدي إلى الاهتداء، منها:
طلب العلم الشرعي
العلم الشرعي الصحيح أساس الاهتداء، فهو يبين للفرد الحق من الباطل، ويهديه إلى الطريق المستقيم.
مخالطة الصالحين
صحبة الصالحين من العلماء والدعاة يُعين على الاهتداء، فهم يُنيرون الطريق ويرشدون إلى الحق.
الدعاء والإلحاح فيه
الدعاء من أهم أسباب الاهتداء، ويجب الإلحاح فيه والتضرع إلى الله تعالى أن يهدي العبد إلى الصراط المستقيم.
الخاتمة
إن آية “قال لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين” تحمل دروسًا وعبرًا جليلة، تُحذر من مخاطر الضلال، وتؤكد على أهمية الاهتداء واتباع الحق. ومن الضروري أن نسعى دائمًا إلى الاهتداء، والابتعاد عن أسباب الضلال، وأن نكون من المتمسكين بالحق، السائرين على الصراط المستقيم.