( ما الواجب على المؤمن في اختيار الصحبة والرفقة )
ما الواجب على المؤمن في اختيار الصحبة والرفقة
الصحبة والرفقة من الأمور المهمة جدًا في حياة الإنسان، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”. ولذلك، يجب على المسلم أن يكون حريصًا في اختيار من يصاحبهم ويرافقهم، فالصحبة والرفقة تؤثران بشكل كبير على عقيدة المسلم وأخلاقه وسلوكه.
هناك العديد من الآداب التي يجب على المسلم مراعاتها عند اختيار الصحبة والرفقة، وفيما يلي أهم هذه الآداب:
1. اختيار أصحاب العقيدة الصحيحة
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا ذوي عقيدة صحيحة، أي أنهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وبجميع رسله وكتبه، وأنهم ملتزمون بأحكام الشريعة الإسلامية. ويبتعد عن أصحاب العقائد الفاسدة أو المنحرفة، والتي تشكك في العقائد الصحيحة أو تدعو إلى الكفر أو الشرك بالله تعالى.
2. اختيار أصحاب الأخلاق الفاضلة
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا ذوي أخلاق فاضلة، أي أنهم يتحلون بالصفات الحميدة، مثل الصدق والأمانة والإخلاص والتواضع والكرم والشجاعة. ويبتعد عن أصحاب الأخلاق السيئة، مثل الكذب والغش والخيانة والرياء والجبن.
3. اختيار أصحاب السلوك الحسن
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا ذوي سلوك حسن، أي أنهم يتصرفون وفقًا لتعاليم الإسلام، ويبتعدون عن التصرفات السيئة، مثل الفسق والفجور والسرقة والغيبة والنميمة. ويبتعد عن أصحاب السلوك السيء، مثل الإجرام والعنف وتعاطي المخدرات والكحول.
4. اختيار أصحاب النية الصالحة
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا ذوي نية صالحة، أي أنهم يريدون الخير له ولأنفسهم، ويسعون لمساعدته على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته. ويبتعد عن أصحاب النية السيئة، مثل الذين يريدون الإيقاع به في الشر أو إفساده أو استغلاله.
5. اختيار أصحاب اللسان الطيب
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا ذوي لسان طيب، أي أنهم يتحدثون معه ومع الآخرين بالكلام الحسن والطيب، ويبتعدون عن الكلام السيء والجارح. ويبتعد عن أصحاب اللسان السيء، مثل الذين يتحدثون معه ومع الآخرين بالكلام البذيء أو المهين أو المؤذي.
6. اختيار أصحاب القلب السليم
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا ذوي قلب سليم، أي أنهم يحبونه ويخلصون له، ويسعون لخيره ويساندونه في الشدائد. ويبتعد عن أصحاب القلب المريض، مثل الذين يحسدونه أو يكرهونه أو يطعون فيه أو يخونونه.
7. اختيار أصحاب الصحبة المؤمنة
يجب على المسلم أن يختار أصحابًا من أهل الإيمان والتقوى، الذين يعينونه على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، والذين يدعونه إلى الخير وينصحونه وينتقده في وجهه، والذين يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه، ويقفون معه في السراء والضراء. ويبتعد عن أصحاب الصحبة الفاسدة، الذين يشجعونه على ارتكاب المعاصي ويفسدونه ويضللونه ويجرونه إلى النار.
وفي الختام، فإن الصحبة والرفقة من الأمور المهمة جدًا في حياة الإنسان، ويجب على المسلم أن يكون حريصًا في اختيار من يصاحبهم ويرافقهم، وإذا أصاب المسلم في اختيار الصحبة، فسوف يعينه ذلك على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، وسوف يكون له السند والعون في الدنيا والآخرة.