(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية
وإنك لعلى خلق عظيم
جاء إعجاز القرآن الكريم ليس فقط في بلاغته وأسلوبه الدقيق بل أيضا في معانيه العميقة ودلالاته الشاملة ومن هذه الآيات الكريمة التي وصف الله بها نبيه ودليلاً على صدق دعوته قوله تعالى في سورة القلم: (وإنك لعلى خلق عظيم) صدق الله العظيم، وفي هذا المقال نلقي الضوء على معاني هذه الآية الكريمة وما اشتملت عليه من معانٍ عظيمة وصفات جليلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
القرآن الكريم منبع الأخلاق الفاضلة
جاء القرآن الكريم ليكون منهجاً متكاملاً للحياة الدنيا وسبباً لسعادة الدار الآخرة وقد اشتمل على مجموعة شاملة من الآداب والأخلاقيات التي جاءت لتربية الإنسان وتهذيب نفسه وإصلاح المجتمع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من طبق هذه الأخلاق وعلمها ودعا إليها.
خلق النبي صلى الله عليه وسلم في بيته
اشتملت هذه الآية الكريمة على وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم في داخل بيته وما كان عليه من خلق عظيم في معاملته لأهله وزوجاته وأولاده، فكان رحيماً بهم عطوفاً عليهم ودوداً معهم، يقضي حوائجهم ويساعدهم في أعمالهم، يكرم ضيوفهم ويحسن إلى جيرانه.
خلق النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه
كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا خلق عظيم في مجالسه سواء مع الصحابة أو مع غيرهم، فكان بشوشاً ضحوكاً لين الجانب متواضعاً لا يتكبر على أحد مهما كان وضعه، يجلس حيث ينتهي به المجلس ويجلس معه الفقراء والمساكين والضعفاء ويأكل معهم ولا يتحاشى منهم ولا يشمئز من مظهرهم.
خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملاته
كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملاته مع الناس قائماً على العدل والإحسان، فلم يظلم أحداً ولم يؤذ أحداً وكان عادلاً في أقواله وأفعاله، ولم يجامل فاسقاً على تقواه ولم يحابي أحداً على حساب آخر، وكان يحسن إلى الناس جميعاً وكان وصيته للناس أن يكونوا متراحمين متعاونين متكافلين.
خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع مخالفيه
امتاز النبي صلى الله عليه وسلم بخلقه العظيم حتى مع مخالفيه ومع من أساءوا إليه، فكان يسامح من أساء إليه ويعفو عمن ظلمه ويكظم الغيظ ويصفح عن الجاهلين، ولم ينتقم لنفسه قط وإنما كان يترك الأمر لربه جل جلاله.
خلق النبي صلى الله عليه وسلم في المواقف الصعبة
ظهر خلق النبي صلى الله عليه وسلم العظيم في المواقف الصعبة والشدائد، ففي وقعة أحد عندما انهزم المسلمون وتركوه وحيداً لم ينفعل ولم يغضب أو يشمت بل احتسب أمره عند الله وقال: (اللهم إن كان هؤلاء قد أخطأوا فقد استغفرت لهم وإن كان هذا هو الحق من عندك فنرجوك الثبات)
الخاتمة
نستخلص من هذه الآية الكريمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على خلق عظيم في جميع أحواله وأفعاله وأقواله، فكان خلقه في بيته عظيماً وفي مجالسه عظيماً وفي معاملاته عظيماً وفي مواقفه الصعبة عظيماً. وقد كان خلقه هذا دليلاً واضحاً على صدق دعوته وأنه نبي مرسل من الله تعالى ورحمة للعالمين.