( ولا تستأثر عليهم بشيء يسودوك ) معنى كلمة ( تستأثر ) هو
ولا تستأثر عليهم بشيء
معنى الاستئثار لغةً واصطلاحًا
الاستئثار في اللغة هو الإفراد، قال ابن منظور: “والاستئثار: الاستبداد”، والاستئثار لغةً واصطلاحًا له عدة معانٍ، منها:
- الاستقلال بالشيء.
- التفرد به دون غيره.
- الإمساك به ومنع الغير منه.
معنى الآية (ولا تستأثر عليهم بشيء)
جاءت هذه الآية الكريمة ضمن سياق الآيات التي تتحدث عن النفقة على الأهل والزوجات، قال تعالى: “وَلا تَستَأْثِرُوا عَلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَحْيَوْا مَعَهُنَّ بِمَعْرُوفٍ” (النساء: 19). وقال ابن كثير: “ولا تستأثر عليهم بشيء: أي لا تنفردوا بالتصرف في أموالهن، ولا تحرموهن منها شيئًا وأنت مستغنٍ عنه، أو محتاج إليه”.
أحكام الاستئثار
استدل الفقهاء من هذه الآية الكريمة على جواز الاستئثار في الأموال والحقوق، ما لم يتعلق بها حق للغير، أو ترتب عليه ضرر أو ظلم، فإذا ترتب عليه أحد هذه الأمور كان حرامًا شرعًا.
الاستئثار المنهي عنه شرعًا
ورد النهي عن الاستئثار في عدة مواضع في الكتاب والسنة، ومن ذلك:
- الاستئثار بالحقوق الخاصة بالغير، مثل حق الزوجية للأزواج، وحق النفقة للأولاد والوالدين.
- الاستئثار بالأموال والخيرات، فيمنع منع اليتامى والمساكين وغير ذلك من حقوقهم الشرعية.
- الاستئثار بالعلم والمعرفة، فيمنع منع الناس من التعلم والانتفاع بما عند العلماء من علم.
أضرار الاستئثار
يترتب على الاستئثار المنهي عنه شرعًا عدة أضرار، منها:
- انتشار الظلم والفساد في المجتمع.
- إيذاء الآخرين وحقوقهم.
- ضعف الوازع الديني والاجتماعي.
علاج الاستئثار
يمكن علاج الاستئثار المذموم شرعًا من خلال:
- تقوية الوازع الديني، وتذكر أن الله مطلع على السرائر.
- غرس مكارم الأخلاق في نفوس الأفراد.
- نشر ثقافة التعاون والتعاضد بين الناس.
الاستئثار المشروع
يُستثنى من النهي عن الاستئثار الأمور التالية:
- الاستئثار بالأموال والحقوق الخاصة بالإنسان، والتي لم يتعلق بها حق لغيره.
- الاستئثار بالعلم والمعرفة، لمن أراد التخصص في مجال معين.
- الاستئثار بالسلطة والحكم، لمن ثبتت أهليته لها.
الخاتمة
وفي الختام، فإن الاستئثار المنهي عنه شرعًا هو استئثار يُلحق الضرر بالآخرين أو ينتقص من حقوقهم، أما الاستئثار المشروع فهو استئثار بأمور لا متعلق بها للغير، ولا يترتب على الاستئثار بها ضرر على الآخرين.