( يشير معنى قوله تعالى إني لعملكم من القالين اي المبغضين له بغضا شديدا صح أم خطأ )
معنى قوله تعالى: (إني لعملكم من القالين)
مدخل
وردت في القرآن الكريم آية كريمة تحمل الكثير من المعاني والدلالات، وهي الآية التي قال فيها الله سبحانه وتعالى: “إني لعملكم من القالين”، وفي هذا المقال سنتناول بالتفصيل معنى هذه الآية الكريمة، صح أم خطأ.
دلالة الآية
1. مبغضون شديدو البغض:
يذهب هذا الرأي إلى أن المراد من لفظ “القالين” في الآية هو المبغضون شديدو البغض لعمل المشركين، فالله تعالى صرح ببغضه الشديد لأعمالهم الضالة والمنحرفة عن الصواب.
2. المنتقدون المذمونون:
يفيد هذا الرأي أن المقصود بـ “القالين” هو المنتقدون المذمونون الذين يذمون عمل المشركين ويستهزئون به، وهذا الذم ليس من قبيل النصح والإرشاد، بل من باب الشماتة والازدراء.
3. المقيمون بالدليل والبرهان:
يفسر هذا الرأي معنى الآية بأن الله تعالى يبين للمشركين أنه مقيم عليهم الدليل والبرهان على بطلان أعمالهم، فهو يجادلهم بالتي هي أحسن ويبين لهم حقيقة دينهم الضال.
4. الموحدون المخالفون:
يرى هذا الرأي أن المراد بـ “القالين” هو الموحدون الذين يخالفون المشركين في عقائدهم وأعمالهم، فهم يقفون في وجه شركهم وعبادة الأوثان ويدعونهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.
5. المنكرون لعمل المشركين:
يفسر هذا الرأي معنى الآية بأن الله تعالى ينكر عمل المشركين ويستنكره، فهو يبرأ من أعمالهم الفاسدة ويبين لهم أنهم على ضلال مبين بعيد عن الهداية والصواب.
6. المخبرون عن عمل المشركين:
يرى هذا الرأي أن المقصود بـ “القالين” هو المخبرون عن عمل المشركين، فهم يخبرون الله تعالى بما يفعلون من منكرات وبدع، وهذا الإخبار ليس من قبيل النميمة أو الغيبة، بل هو من باب إظهار الحق وإبطال الباطل.
7. المهددون المشركين بعقاب الله:
فسر هذا الرأي معنى الآية بأن الله تعالى يهدد المشركين بعقابه الشديد إذا لم يتوبوا وينزعوا عن شركهم، فهو يحذرهم من عذاب يوم القيامة الذي سيكون شديدًا ومؤلمًا.
الرأي الراجح
الأصح في تفسير معنى الآية أنها تحمل معنى المبغضين شديدي البغض لعمل المشركين، وذلك لأن الله تعالى وصف نفسه بالقالي، والقالي هو المبغض، وهذا يدل على شدة بغضه تعالى لأعمال المشركين وعبادتهم للأوثان من دون الله.
الخاتمة
إن قوله تعالى: “إني لعملكم من القالين” هو دليل واضح على أن الله تعالى يبغض الشرك والضلال، ويحب الإخلاص والتوحيد، وعلى المسلمين أن يستنوا به تعالى في بغض ما يبغض وحب ما يحب.