(الذي جعل لكم الأرض مهدا) أي جعل الأرض

(الذي جعل لكم الأرض مهدا) أي جعل الأرض

مهد الأرض

قال تعالى: “والذي جعل لكم الأرض مهدا” (طه: 53)، في هذه الآية الكريمة يصف الله تعالى الأرض بأنها “مهد” للبشر، فما المقصود بهذا الوصف؟

معنى كلمة “مهد”

المهد في اللغة هو المكان الذي يوضع فيه الطفل الرضيع لينام فيه، وهو رمز للراحة والأمان والاطمئنان.

الأرض مهد للإنسان

جعلت الله تعالى الأرض مهدا للإنسان، أي أنها المكان الذي خلق فيه وعاش فيه وتكاثر ونما. وقد خلق الله الأرض لتكون موطنا للإنسان ومكانا صالحا لحياته.

وزود الله الأرض بما يحتاج إليه الإنسان من مقومات الحياة، مثل الماء والهواء والغذاء، كما خلق فيها الجبال والأنهار والبحار والغابات، لتكون ملاذا للإنسان ووسيلة لرزقه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأرض توفر للإنسان الحماية من العوامل البيئية الضارة، مثل الأشعة الشمسية الضارة والرياح العاتية والعواصف، مما يجعلها مكانا آمنا ومناسبا لحياة الإنسان.

مظاهر رحمة الله في جعل الأرض مهدا

تتجلى رحمة الله تعالى في جعل الأرض مهدا للإنسان في العديد من المظاهر، منها:

تنوع تضاريسها: تحتوي الأرض على مناطق جبلية وسهلية وصحراوية ووديان وبحار وأنهار، مما يتيح للإنسان استغلال هذه التضاريس المختلفة والاستفادة منها.

غناها بالموارد الطبيعية: تزخر الأرض بالعديد من الموارد الطبيعية، مثل المعادن والمواد الخام والطاقة، مما يوفر للإنسان المواد اللازمة لتلبية احتياجاته.

اعتدال مناخها: تتميز الأرض بمناخ معتدل يساعد على نمو الحياة النباتية والحيوانية، كما أنه مناسب لحياة الإنسان.

مسؤولية الإنسان تجاه الأرض

بما أن الله تعالى جعل الأرض مهدا للإنسان، فإننا مسؤولون عن الحفاظ عليها وصيانتها، ومن مظاهر هذه المسؤولية:

حمايتها من التلوث: يجب أن نحافظ على الأرض نظيفة وخالية من الملوثات، وذلك من خلال التقليل من انبعاثات الغازات الضارة وإعادة التدوير والتخلص من النفايات بطرق آمنة.

استخدام مواردها بحكمة: يجب أن نستخدم موارد الأرض بحكمة ورشادة، وذلك من خلال تقليل الاستهلاك والإنتاج المستدام والبحث عن مصادر بديلة للطاقة.

التعايش السلمي: يجب أن نعيش على الأرض في سلام ووئام، ونحترم حقوق الآخرين ونسعى إلى حل النزاعات بطرق سلمية.

خاتمة

إن جعل الله تعالى الأرض مهدا للإنسان هو نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليها، وأن نعمل على الحفاظ عليها وحمايتها من أجل الأجيال القادمة.

أضف تعليق