( قال تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك معنى اخفض جناحك الن جانبك وكلامك تواضعا لهم صح أم خطأ )

( قال تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك معنى اخفض جناحك الن جانبك وكلامك تواضعا لهم صح أم خطأ )

اخفض جناحك لمن اتبعك

مدخل

يحثنا القرآن الكريم على التعامل برحمة ولين مع من اتبعنا، ويدعونا إلى إظهار التواضع لهم وخفض جناحنا لهم، وهذا ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين﴾ (الشعراء: 215).

معنى “اخفض جناحك”

يشير مصطلح “اخفض جناحك” إلى مجموعة من التصرفات والأفعال التي تدل على التواضع واللين والمحبة، ومن هذه التصرفات:

جانبهم وقرّبهم: يعني أن نجلس إليهم ونعاملهم بلطف ولين، ولا ننبذهم أو نبتعد عنهم.
تكلم معهم بخضوع: أن نخاطبهم بلطف وكلمات محترمة، ولا نتكبر عليهم أو نعاملهم بحدة.
أصغ إليهم باهتمام: يعني الاستماع إلى آرائهم ومشاكلهم باهتمام، وإبداء الاهتمام بما يقولون.

ساعدهم واحرص على مصالحهم: يعني مساعدتهم في حل مشاكلهم وقضاء حوائجهم، والاهتمام بمصالحهم.

أهمية خفض الجناح

إن خفض الجناح لمن اتبعنا له أهمية كبيرة في حياتنا الاجتماعية، ومن أهم هذه الفوائد:

تقوية أواصر الأخوة والمحبة: يساعد خفض الجناح على بناء علاقات قوية مبنية على التفاهم والود بين أفراد المجتمع.

نشر السكينة والطمأنينة: يخلق خفض الجناح بيئة يسودها الهدوء والاستقرار، فلا مجال للنزاعات والخصومات.
جلب البركات والتوفيق: يرضي الله تعالى عن عباده المتواضعين، ويجزل لهم بالعطاء والتوفيق.
كسب محبة واحترام الناس: يحظى المتواضعون بمزيد من الحب والاحترام والتقدير من قبل الناس.

إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة في التواضع وخفض الجناح لمن اتبعه.

متى يجب خفض الجناح؟

يجب على المسلم أن يخفض جناحه لمن اتبعه في جميع الأحوال والظروف، ولا سيما في المواقف التالية:

عند التعامل مع الصغار والضعفاء: الذين يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام.
عند التعامل مع الضيوف والأجانب: يجب أن نعاملهم بالترحاب والحفاوة، ونخفض جناحنا لهم.
عند التعامل مع المخالفين لنا في الرأي: يجب أن نستمع إليهم باحترام، ونناقشهم بالحسنى.
عند التعامل مع من أساء إلينا: يجب أن نصفح عنهم ونغفر لهم، ونخنق جناحنا لهم.
عند التعامل مع من هم دوننا في المنصب أو المكانة: يجب أن نتواضع لهم ونعامل معهم بلطف.

أخلاقيات خفض الجناح

يجب أن يتحلى المسلم عند خفض جناحه لمن اتبعه ببعض الأخلاقيات، ومنها:

الإخلاص لله: يجب أن تكون دوافعنا في خفض الجناح هي إرضاء الله تعالى، وليس الرغبة في كسب ود الناس.
التوازن: يجب أن نتحلى بالتوازن في خفض الجناح، فلا نتجاوز حد التواضع والتذلل، ولا نتكبر على من هم دوننا.
الاستمرار: يجب أن نستمر في خفض جناحنا لمن اتبعنا، ولا نتخلى عن هذا الخلق في حال تغير الظروف.
عدم الانتظار بالمقابل: يجب أن نخفض جناحنا لمن انبعنا دون انتظار أي مقابل أو جزاء منهم.
الابتسامة: يجب أن نرافق خفض الجناح بابتسامة صادقة تعبر عن محبتنا وتقديرنا.

خاتمة

إن خفض الجناح لمن اتبعنا من أهم الأخلاق الإسلامية الحميدة التي تعزز المحبة والألفة في المجتمع، وتجلب الخير والتوفيق للمسلم. فالواجب علينا أن نحرص على خفض جناحنا دائماً لمن اتبعنا، وأن نتحلى بالأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها المتواضع، حتى نكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وإذا قال لهم الجاهلون سلاماً قالوا سلاماً﴾ (الفرقان: 63).