( أربع مئة واثنان وثلاثون مليونا وخمس مئة وستة وثمانون ألفا وست مئة واثنا عشر )
أربع مئة واثنان وثلاثون مليونا وخمس مئة وستة وثمانون ألفا وست مئة واثنا عشر
تُمثل هذه الأرقام العدد المهول للسنوات التي مضت منذ ولادة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، وهو رقم ذو دلالة تاريخية عميقة، إذ يشكل علامة فارقة في تاريخ البشرية جمعاء.
فجر الإسلام
في عام الفيل، وهو العام نفسه الذي وُلد فيه النبي الكريم، حدثت معجزة عظيمة اهتزت لها الأرض، وهي محاولة أبرهة الحبشي غزو مكة المكرمة بجيشه الجرار الذي يحمل فيلقًا من الفيلة، إلا أن الله -عز وجل- أرسل عليهم طيرًا أبابيل تحمل حجارة من سجيل، فجعلت جيش أبرهة كعصف مأكول.
بعثة النبي
في سن الأربعين، نزل الوحي على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في غار حراء، فكان بمثابة انطلاق نور الإسلام للعالمين. واجه النبي -عليه الصلاة والسلام- اضطهادًا شديدًا من قريش، لكنه بقي صامدًا وثابتًا في إيمانه، داعيًا إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
هجرة النبي
بعد ثلاثة عشر عامًا من الدعوة السرية في مكة المكرمة، هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة في عام 622 م، إيذانًا ببدء العهد الإسلامي. وأسس فيها الدولة الإسلامية الأولى، التي أصبحت مركزًا لنشر الإسلام في العالم.
الفتح العظيم
بعد ثماني سنوات من الهجرة، عاد النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى مكة المكرمة فاتحًا منتصرا، فدخلها دون قتال، وأعلن عفواً عاماً عن جميع من عاداه. وأدى حجه الأخير، المعروف بحجة الوداع، حيث ألقى خطبة الوداع التي رسم فيها معالم الدين الإسلامي.
عصر الخلفاء الراشدين
بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، تولى أبو بكر الصديق الخلافة ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب، وهم الخلفاء الراشدون الذين حكموا الدولة الإسلامية العظيمة. شهد هذا العصر فتوحات واسعة النطاق، امتدت من إسبانيا في الغرب إلى الصين في الشرق.
العصر الأموي والعباسي
خلف العباسيين الأمويين في خلافة الدولة الإسلامية، وعاشوا عصرًا ذهبيًا شهد نهضة علمية وحضارية وثقافية عظيمة، وانتشرت في عهدهم علوم الفلسفة والطب والفلك والرياضيات. وأسسوا العديد من المكتبات والجامعات، التي أصبحت مراكز للإشعاع العلمي والثقافي.
أربع مئة واثنان وثلاثون مليونا وخمس مئة وستة وثمانون ألفا وست مئة واثنا عشر عامًا من الإرث
على مدى أربع مئة واثنان وثلاثون مليونا وخمس مئة وستة وثمانون ألفا وست مئة واثنا عشر عامًا، ترك الإسلام إرثًا حضاريًا عظيمًا شمل جميع مناحي الحياة. من دعائم الإسلام الخمس وعباداته وفرائضه، إلى تعاليمه الأخلاقية والقيمية، إلى نظمه الاجتماعية والسياسية، فقد أثر الإسلام في حياة الملايين من البشر حول العالم.
ولا يزال الإسلام اليوم دينًا يحتضنه أكثر من ملياري مسلم حول العالم، ويشكل جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمعات والثقافات في جميع أنحاء العالم. ويستمر تأثيره في تشكيل القيم والمعتقدات والممارسات للأجيال القادمة.
الخاتمة
أربع مئة واثنان وثلاثون مليونا وخمس مئة وستة وثمانون ألفا وست مئة واثنا عشر عامًا من التاريخ الإسلامي، هي شهادة على قوة وديمومة رسالة الإسلام التي لا تزال تُلهم وتوجه حياة المسلمين في جميع أنحاء العالم. ومن خلال تعاليمه السامية وقيمه النبيلة، يواصل الإسلام لعب دور حيوي في بناء عالم أفضل.