( من فضائل الصحابي نفيع بن الحارث أبو بكرة رضي الله عنه )
من فضائل الصحابي نفيع بن الحارث أبو بكرة رضي الله عنه
كان أبو بكرة رضي الله عنه أحد الصحابة الأجلاء الذين اشتهروا بفضائلهم ومكانتهم العظيمة، وذُكر في فضائله الكثير من الروايات والآثار، وفيما يلي عرض لبعضها:
شجاعته وإقدامه
كان أبو بكرة من الشجعان المقدمين، وقد ظهرت شجاعته في كثير من المواقف، منها موقعة بدر الكبرى، حيث كان من السبعة الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم من كان معه.
كما اشتهر بشجاعته في غزوة أحد، حيث قاتل قتالاً شديدًا وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفر معه أحد غيره وأبي دجانة.
وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما رأيت أحدًا أشبه بي في خلقه وخلقه من أبي بكرة “، وقال: ” أشجع الناس أبو بكرة “.
زهده وورعه
كان أبو بكرة من الزاهدين الورعين، وكان بسيطًا في معيشته، وكان يميل إلى العزلة والعبادة، وكان دائمًا على ذكر الله تعالى.
ويروى عنه أنه قال: ” كنت أكثر ما يدعو أبو بكر وعمر، كنت أسمع دعاءهما كثيرًا، وكانا يدعوان على الناس ويدعوان لأنفسهما “.
وكان شديد الحذر من الوقوع في الحرام، وكان ورعًا للغاية، وكان كثيرًا ما يحاسب نفسه ويراجع أفعاله وأقواله.
علمه وفقهه
كان أبو بكرة من العلماء الفقهاء، وكان من الذين كتبوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة.
وكان يُستفتى في كثير من المسائل، وكان أهل زمانه يجلونه ويقدرونه لعلمه وفقهه، وكان من السابقين إلى الإسلام.
قال عنه الإمام أحمد: ” كان أبو بكرة من خيار الصحابة وفقهائهم “.
عبادته وتقواه
كان أبو بكرة من العباد المتقين، وكان دائم الذكر لله تعالى، وكان يكثر من الصيام والقيام، وكان يحرص على أداء النوافل.
ويروى عنه أنه قال: ” كنت أصوم وأفطر يومًا وأصوم يومًا، وكنت أصلي في اليوم والليلة مائة ركعة “.
وكان إذا ختم القرآن يبكي ويقول: ” اللهم ارحمني كما أتممت علي تلاوة كتابك “.
فضله ومكانته
كان أبو بكرة من الفضلاء الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد كان له مكانة عظيمة عند الصحابة والتابعين.
ويروى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ” يا أبا بكرة، أدخل الجنة ولا تضرك خطيئتك “.
وقال عنه عبد الله بن مسعود: ” ما رأيت أحدًا أشد إيمانًا من أبي بكرة “.
جهاده وسراياه
كان أبو بكرة من المجاهدين الغزاة الذين شاركوا في العديد من السرايا والغزوات، وكان من الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان.
وقد شارك في فتح مكة وغزوة حنين، كما شارك في حروب الردة، وكان من الذين قاتلوا ضد المرتدين.
وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أبو بكرة رجل صالح وشهيد “.
وفاته وعقبه
توفي أبو بكرة رضي الله عنه في عهد خلافة عمر بن الخطاب، ودفن في البقيع، وكان من الذين شهدوا فتح مصر.
وله من الأولاد ثلاثة هم: عبد الله، ومحمد، وعاصم، وكانوا كلهم من أهل الفضل والخير.
رحم الله أبا بكرة وأرضاه، وأسكنه فسيح جناته، وجعله من السابقين السابقين إلى الجنة.