( اذكري آداب قضاء الحاجة )

( اذكري آداب قضاء الحاجة )

آداب قضاء الحاجة

إن قضاء الحاجة من الفرائض التي يجب على المسلم القيام بها، وقد شرع الله لها آدابا يجب مراعاتها حتى لا يقع المسلم في الحرج أثناء قضائها، ولا يتعرض للأذى، وفي السطور التالية نذكر أهم هذه الآداب.

1- اختيار المكان المناسب

يجب على المسلم اختيار مكان مناسب لقضاء حاجته، بحيث يكون بعيدًا عن أعين الناس ومسمعهم، وذلك مراعاة لخصوصيته وحفاظًا على راحتهم، ويستحب أن يكون المكان نظيفًا خاليًا من النجاسات.

وينبغي تجنب قضاء الحاجة في الأماكن العامة المزدحمة، مثل الأسواق والطرقات، وكذلك في الأماكن التي يتردد عليها الناس بكثرة، مثل المساجد والمدارس والمستشفيات.

وإذا اضطر المسلم لقضاء حاجته في مكان عام، فيجب عليه أن يختار مكانًا منعزلًا قدر الإمكان، وأن يستتر بقطعة قماش أو أي شيء آخر حتى لا يراه أحد.

2- الاستتار أثناء قضاء الحاجة

يجب على المسلم أن يستتر أثناء قضاء حاجته، وذلك سترًا لعورته وحفاظًا على خصوصيته، وينبغي أن يكون الاستتار كاملاً بحيث لا يظهر منه شيء، ويستحب أن يستخدم قطعة قماش أو أي غطاء آخر.

وإذا لم يجد المسلم ما يستتر به، فيجوز له أن يقضي حاجته مستدبرًا للقبلة، وذلك حتى لا يرى الله عورته، وينبغي أن يحرص على أن يكون المكان الذي يقضي فيه حاجته بعيدًا عن أعين الناس.

ويكره قضاء الحاجة عريانًا، إلا إذا كان في مكان خالٍ تمامًا من الناس، ويحرم قضاء الحاجة أمام الناس أو في مكان يراهم فيه أحد.

3- الاستنجاء بعد قضاء الحاجة

يجب على المسلم أن يستنجي بعد قضاء حاجته، وذلك لإزالة النجاسة التي تكون قد لصقت بفرجه، ويستحب أن يستخدم الماء في الاستنجاء، وذلك لكونه أنقى الأشياء وأكثرها تطهيرًا.

وإذا لم يجد المسلم ماءً، فيجوز له أن يستنجي بالحجارة أو التراب أو ورق الحمام، ويجب أن يحرص على أن يزيل جميع النجاسة من فرجه، ويستحب أن يستخدم يده اليسرى في الاستنجاء.

ويكره الاستنجاء باليمين، ويحرم الاستنجاء بالعظم أو الروث أو الطعام، ويجب على المسلم أن يتوضأ بعد الاستنجاء إذا كان قد خرج منه شيء نجس.

4- عدم التكلم أثناء قضاء الحاجة

يكره التكلم أثناء قضاء الحاجة، وذلك لأن الكلام قد يؤدي إلى تشتيت الانتباه عن قضاء الحاجة، وقد يكون فيه إخلال بالآداب العامة، ويستحب أن يردد المسلم أثناء قضائه للحاجة بعض الأذكار والأدعية.

وإذا اضطر المسلم إلى الكلام أثناء قضائه للحاجة، فيجب عليه أن يقتصر على ما تدعو إليه الضرورة، ويستحب أن يكون صوته منخفضًا حتى لا يسمعه أحد.

ويحرم على المسلم أن يقرأ القرآن أثناء قضائه للحاجة، وذلك لأن القرآن كلام الله تعالى ولا يجوز تلويثه بذكر النجاسات، ويجوز للمسلم أن يذكر الله تعالى بقلبه أثناء قضائه للحاجة.

5- عدم الإسراف في الماء

يجب على المسلم أن يتحفظ في استخدامه للماء أثناء قضائه للحاجة، وذلك لأن الماء من نعم الله تعالى التي يجب المحافظة عليها، ويستحب أن يقتصر المسلم في استخدام الماء على ما يكفي لإزالة النجاسة.

وإذا كان المسلم في مكان لا يتوفر فيه ماء كثير، فيجوز له أن يستنجي بالتراب أو الحجارة، ويستحب أن يستخدم كمية قليلة من الماء في الاستنجاء.

ويكره الإسراف في استخدام الماء أثناء قضاء الحاجة، ويحرم إهدار الماء وتلويثه، ويجب على المسلم أن يحافظ على الماء ويستخدمه باعتدال.

6- عدم قضاء الحاجة في الماء الراكد

يكره قضاء الحاجة في الماء الراكد، وذلك لأن الماء الراكد قد يكون موطنًا للبكتيريا والفيروسات التي قد تسبب الأمراض، ويستحب أن يقضي المسلم حاجته في الماء الجاري أو في مكان مفتوح.

وإذا اضطر المسلم لقضاء حاجته في الماء الراكد، فيجب عليه أن يتحفظ في الاستخدام حتى لا يلوث الماء، ويستحب أن يطهر المكان بعد قضائه للحاجة.

ويحرم قضاء الحاجة في ماء الشرب أو في الماء الذي يستخدم للوضوء أو الغسل، وذلك لأن هذه المياه مقدسة ويجب المحافظة عليها نظيفة.

7- عدم قضاء الحاجة في اتجاه القبلة

يكره قضاء الحاجة في اتجاه القبلة، وذلك لأن القبلة هي المكان الذي يتوجه إليه المسلمون في صلاتهم، ويستحب أن يقضي المسلم حاجته مستدبرًا للقبلة وذلك لكونه أستر وأبعد عن الإهانة.

وإذا اضطر المسلم لقضاء حاجته في اتجاه القبلة، فيجب عليه أن يتحفظ في الاستخدام حتى لا يلوث المكان، ويستحب أن يتوضأ بعد قضائه للحاجة.

ويحرم قضاء الحاجة في المسجد، وذلك لأن المسجد مكان مقدس ويجب المحافظة على نظافته وقدسيته، ويجوز للمسلم قضاء الحاجة في دورات المياه التابعة للمسجد بشرط أن يكون نظيفًا.

الخلاصة

إن آداب قضاء الحاجة من الأمور المهمة التي يجب على المسلم مراعاتها، وذلك لأنها تحافظ على نظافة وسلامة المسلم، وتحفظ عليه خصوصيته، وتساهم في المحافظة على البيئة ونظافتها.

ويجب على المسلم أن يتحلى بالصبر والحكمة أثناء قضائه للحاجة، وأن يحرص على عدم إيذاء نفسه أو الآخرين، وأن يتقي الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله.

وإذا التزم المسلم بهذه الآداب، فإنه يكون قد أدى فريضة من فرائض الله تعالى، وحافظ على نفسه وبيئته، وظهرت عليه أخلاق المسلم الراقية.

أضف تعليق