(وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكفرين) تدل الآية على نوع من أنواع الكفر الأكبر وهو
وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكفرين
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ﴾ [الأنعام:21].
مدخل
تُعد هذه الآية الكريمة من الآيات التي تتناول موضوع الكفر، وتُحذر من عواقبه الوخيمة، وتُبين أن الكذب على الله -عز وجل- من أفظع أنواع الكفر وأعظمها.
الكفر الأكبر
يقصد بالكفر الأكبر هو الكفر الذي يُخرج صاحبه من ملة الإسلام، ويُوجب عليه الخلود في نار جهنم، ومن أنواع الكفر الأكبر:
- الإشراك بالله -عز وجل-.
- إنكار وجوب عبادة الله -عز وجل-.
- الاستكبار عن عبادته -عز وجل-.
- تكذيب رسله.
الافتراء على الله -عز وجل-
الافتراء على الله -عز وجل- هو من أشد أنواع الكفر، وهو نسبةُ شيءٍ إليه كذبًا، كأن يُدعى له شريكٌ أو يُنسب إليه صفةٌ باطلة.
ويكون الافتراء على الله -عز وجل- على وجوهٍ متعددةٍ، منها:
- ادعاء النبوة كذباً.
- التحريف في كلام الله -عز وجل-.
- نسبة البنات والولد إليه -عز وجل-.
تكذيب الحق بعد وروده
تكذيب الحق بعد وروده من أشد أنواع الكفر، وهو جحدٌ للحق الذي جاء به الرسل، مع العلم به واليقين بصدقه.
ويكون تكذيب الحق بعد وروده على وجوهٍ متعددةٍ، منها:
- إنكار نبوة أحدٍ من الرسل.
- ترك العمل بما جاء به الرسل.
- السخرية والاستهزاء بالرسل وبدعوتهم.
عقاب من افترى على الله أو كذب بالحق
يُوعد الله -عز وجل- من افترى عليه كذبًا، أو كذب بالحق بعد وروده، بأشد العذاب في الدنيا والآخرة:
- في الدنيا: يُفضحه الله -عز وجل- ويكسوه ثوب الذل والهوان.
- في الآخرة: الخلود في نار جهنم، والعذاب الدائم.
مثوى الكافرين
جعل الله -عز وجل- جهنم مثوىً ومستقراً للكافرين، وهي دار الخلود والعذاب الدائم، وفيها يُعذب الكافرون بأنواعٍ مختلفةٍ من العذاب.
الخلاصة
الآية الكريمة تُحذر من الافتراء على الله -عز وجل- وتكذيب الحق بعد وروده، وتُحذر من عواقبهما الوخيمة في الدنيا والآخرة، وتُبين أن مثوى الكافرين هو جهنم، وهي دار العذاب الدائم.