( من وجد محفظتي المفقودة فله خمسون ريالا ما اسم هذا العمل وما حكمه )
العمل والأجر: مفهوم “من وجد محفظتي المفقودة فله خمسون ريالا”
مقدمة
في الحياة اليومية، قد يواجه المرء حالات مختلفة تتعلق بفقدان الممتلكات أو العثور عليها. في مثل هذه الحالات، ينص الإسلام على مجموعة من القواعد والأخلاق التي تحكم التعامل مع هذه الممتلكات. ومن الأمثلة على ذلك، حالة العثور على محفظة مفقودة، حيث وضع الإسلام حكما واضحا بشأن مكافأة الشخص الذي وجدها مقابل إعادتها إلى صاحبها.
الحكم الشرعي
إن العمل المتمثل في إعادة المحفظة المفقودة إلى صاحبها يعد من الأعمال المستحبة في الإسلام، ويُعرف بـ “إيجار الضالة”. وقد ورد في الحديث الشريف: “من وجد ضالةً فليعرفها، فإن جاء صاحبها وإلا فليتصدق بها”.
وعليه، فإن الشخص الذي يجد محفظة مفقودة ملزم شرعًا بالإعلان عنها والبحث عن صاحبها، وإذا لم يتم العثور عليه خلال فترة زمنية محددة، فإنه يجوز له التصرف فيها بالبيع أو التصدق بها.
مقدار المكافأة
في حالة “من وجد محفظتي المفقودة فله خمسون ريالا”، فإن مقدار المكافأة التي حددها صاحب المحفظة يعتبر بمثابة وعد ملزم شرعًا، ويجب على من وجدها دفع هذا المبلغ. وقد جاء في الحديث الشريف: “المسلمون عند شروطهم”.
ويُستحب أن تكون المكافأة مناسبة لقيمة المحفظة وما تحتويه من أشياء مهمة، ولا يجوز لأحد أخذ więcej مما حدده صاحبها.
شروط استحقاق المكافأة
لاستحقاق مكافأة العثور على المحفظة المفقودة، يجب توافر الشروط التالية:
- أن يكون الشخص الذي وجد المحفظة قد بذل جهدًا في العثور عليها وإعادتها، ولم يجدها في مكان عام أو مهجور.
- أن تكون المحفظة مفقودة بالفعل، وأن لا يكون صاحبها قد أعلن عنها أو بحث عنها.
- أن يكون صاحب المحفظة معروفًا، وأن يتم إرجاع المحفظة إليه في فترة زمنية معقولة.
حكم أخذ المكافأة دون إيجاد المحفظة
إذا ادعى شخص أنه وجد المحفظة وطلب المكافأة، ثم تبين لاحقًا عدم صحة ادعائه، فإنه يعتبر كاذبًا ومخادعًا، ولا يجوز له أخذ المكافأة. وفي هذه الحالة، يُعتبر العمل بمثابة سرقة.
حكم التنازل عن المكافأة
يجوز لصاحب المحفظة التنازل عن المكافأة التي حددها لمن وجدها، سواء قبل العثور على المحفظة أو بعدها. وفي هذه الحالة، يجب على من وجد المحفظة إعادتها إلى صاحبها دون مقابل.
خاتمة
إن العمل المتمثل في إعادة المحفظة المفقودة إلى صاحبها يعد عملا مستحبا في الإسلام، ويجب على من وجدها بذل الجهد في البحث عن صاحبها وإعادتها إليه. أما بالنسبة للمكافأة، فهي تعتبر وعدا ملزما شرعا، ويجب على من وجد المحفظة دفعها إذا كانت متناسبة مع قيمة المحفظة ومحتوياتها.
وختامًا، فإن الأخلاق الإسلامية تحث على الأمانة والصدق والعدل، وكل هذه الصفات تتجلى في التعامل مع الممتلكات المفقودة وإعادة الضالة إلى أهلها.