( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

فليعبدوا رب هذا البيت

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

مقدمة

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

وردت الآية القرآنية الكريمة: “فليعبدوا رب هذا البيت”، في سورة قريش، والتي تعد من السور المكية القصيرة، وقد نزلت بعد عام الحزن، وذلك قبيل الهجرة النبوية الشريفة، وتتكون السورة من أربع آيات فقط، إلا أنها تتضمن العديد من المعاني والدلالات العميقة.

ويقصد بـ”رب هذا البيت” هو الله عز وجل، الذي جعل الكعبة المعظمة بيته الحرام، وجعلها قبلة للمسلمين في صلاتهم، وأمرهم بالطواف بها والحج إليها، لقوله تعالى: “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً”، فالكعبة هي رمز لوحدة المسلمين وتوحيدهم، وهي البيت الذي بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام، بناءً على أمر من الله تعالى.

فضل عبادة رب هذا البيت

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

تكمن أهمية عبادة رب هذا البيت في تحقيق العديد من المقاصد الشرعية، منها:

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

  • تحقيق التوحيد: حيث إن عبادته تعالى وحده لا شريك له هي غاية الخلق، وهي السبب الذي لأجله خلق الله تعالى الجن والإنس، لقوله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وعبادة الله تعالى تكون من خلال الإيمان به وحده لا شريك له، وتوحيده في أسمائه وصفاته وأفعاله.
  • نيل رضا الله تعالى: إن من يعبد الله تعالى في هذا البيت الحرام يرجو نيل رضاه ومغفرته، لقوله تعالى: “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”، ومن رضى الله تعالى عليه فاز بالجنة والنعيم المقيم، قال تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا عتبي فتعجزوني، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه”.
  • حصول الأجر العظيم والثواب الجزيل: حيث إن من يعبد الله تعالى في هذا البيت يرجو الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، قال تعالى: “ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله”.

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

شروط عبادة رب هذا البيت

حتى تكون العبادة مقبولة عند الله تعالى، يجب أن تتوفر فيها شروط معينة، منها:

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

  • الإخلاص لله تعالى: حيث إن العبادة لا تنفع إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، أي أن يقصد بها وجه الله تعالى وحده لا شريك له، لقوله تعالى: “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً”.
  • اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث أمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة بعبادة رب هذا البيت، وبيَّن لنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية أداء هذه العبادة، فيجب علينا أن نتبع سنته في ذلك، لقوله تعالى: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، ومن المعلوم أن العبادات توقيفية لا يجوز فيها الاجتهاد ولا الابتداع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”.
  • المتابعة والاستمرار: حيث لا تنفع العبادة إلا إذا كانت مستمرة ومتابعة، كما أمرنا الله تعالى بذلك في قوله: “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين”.

فضل مكة المكرمة

لم يرد في الآية الكريمة ذكر لمكة المكرمة بشكل صريح، ولكنها المقصودة بـ”رب هذا البيت”، وللعلم، فإن مكة المكرمة مدينة عظيمة ومباركة، فقد اختارها الله تعالى لتكون مهبطاً لرسالاته ونزول كتبه، وقد ورد في النصوص الشرعية العديد من الفضائل والخصائص الخاصة بمكة المكرمة، منها:

  • البيت الحرام: قال تعالى: “فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”، والبيت الحرام هو الكعبة المعظمة التي أمر الله تعالى ببنائها على يد نبيه إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، جعلها الله تعالى قبلة للمسلمين في صلاتهم، وهي من أعظم بيوت الله تعالى في الأرض، وجعلها الله تعالى حرماً آمناً، لا يجوز فيه القتال ولا إراقة الدماء ولا التعرض لحرمات الله تعالى.
  • المسجد الحرام: وهو المسجد الذي يضم الكعبة المعظمة، وهو أول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، وهو من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، ومن صلى فيه صلاة واحدة كان له كأجر مائة ألف صلاة فيما سواه، وقد ورد في الحديث الشريف: “صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، وصلاة في مسجدي بمائة ألف صلاة فيما سواه، وصلاة في بيت المقدس بألف صلاة فيما سواه”.
  • بئر زمزم: هي البئر التي فجرها الله تعالى لسيدنا إسماعيل عليه السلام، عندما عطش، وهي ماء مبارك فيه شفاء من الأمراض، قال صلى الله عليه وسلم: “ماء زمزم لما شرب له”.

فضل الحج والعمرة

الحج والعمرة من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، وقد ورد فضلهما في العديد من النصوص الشرعية، منها:

  • قوله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً”، وقد فرض الله تعالى الحج على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر، فإذا حج المسلم عن نفسه فقد أدى ما عليه من فرض، وقد وعد الله تعالى الحجاج بغفران الذنوب والمغفرة والرحمة، قال تعالى: “من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
  • قوله صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، والعمرة هي زيارة الكعبة المعظمة لأداء نسك خاص، وهي سنة مؤكدة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتمر في كل عام، ومن اعتمر في أشهر الحج الثلاثة (شوال وذو القعدة وذو الحجة) فقد حج وعمر.
  • قوله صلى الله عليه وسلم: “من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”، والحج المبرور هو الحج الذي يقبل من صاحبه، ولا يقبل إلا إذا كان خالصاً لله تعالى، خالياً من الرياء والسمعة، متوافقاً مع شروط الحج التي حددها الإسلام.

( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )

فضل الطواف بالبيت الحرام

الطواف بالبيت الحرام من العبادات العظيمة التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، وقد ورد في فضله العديد من النصوص الشرعية، منها:

  • قوله تعالى: “وليطوفوا بالبيت العتيق”، والطواف بالبيت العتيق هو الدوران حوله سبع مرات، وهو ركن من أركان الحج والعمرة، ولا يصح الحج أو العمرة إلا به، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت حافياً وهو يقول: “يا رب إني أعوذ بك من الكفر والفقر، ومن عذاب القبر”.
  • قوله صلى الله عليه وسلم: “ملء الكف من ماء زمزم شفاء من كل داء إلا السام”، والسعي بين الصفا والمروة هو الدوران بين جبل الصفا وجبل المروة سبع مرات، وهو سنة مؤكدة من سنن الحج والعمرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول: “اللهم إن إب

أضف تعليق